المفردتان سقى و أسقى هما لغتان في كلام العرب, وقد ورد ذكر المفردتين في آي الذكر الحكيم.
شواهد ذلك :
{ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا } الإنسان : 21
{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا } الجن : 16
وتشير كتب القراءات إلى قراءاتين لمفردة ( نسقيكم ) في قوله تعالى :
{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ } النحل : 66
حيث قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب نسقيكم } بفتح النون مضارع سَقى .
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم « نُسقيكم » بضم النون من أسقى يُسقي ، وهي قراءة الكوفيين وأهل مكة.
وقد اختلف علماء اللغة في معنى هاتين المفردتين, فقال قوم إن هاتين المفردتين يحملان نفس الدلالة واستشهدوا بقول لبيد الذي جمع الشاعر لبيد المفردتين في قوله :
سقى قومي بني بدر وأسقى ... نميراً والقبائل من هلال
والبيت موجود في اللسان - باب سقى.
وقال آخرون إنه يوجد بينهما فرق في الدلالة المعنوية.
فقد ذكر ابن عطية في المحرر الوجيز :
" قال بعض أهل اللغة ، هما لغتان بمعنى واحد ، وقالت فرقة : تقول لمن تسقيه بالشفة أو في مرة واحدة سقيته وتقول لمن تُعِدُّ سقيه أو تمنحه شرباً أسقيته ، وهذا قول من قرأ « نسقيكم » ، لأن ألبان الأنعام من المستمر للبشر".
وفي اللسان - مادة سقى:
وقال الليث : " الإسْقاءُ من قولك أَسْقَيْتُ فلاناً نهَراً أَو ماءً إذا جعلت له سِقْيًا".
وفي تهذيب اللغة - مادة سقى :
" العرب تقول لكل ما كان من بطون الأنعام ومن السماء أو نهر يجري لقوم: أسقيت. فإذا سَقاكَ ماء لشَفَتك، قال: سقاه ولم يقولوا: أسْقاه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق