الخميس، 1 نوفمبر 2012

من جمال اللغة العربية

للفظ العربي دقة متناهية , فتعدد المعاني أو المدلولات للكلمة الواحدة ظاهرة مألوفة في اللغة العربية. لقد نظم المعلم بطرس البستاني صاحب معجم « محيط المحيط » قصيدة تصل إلى ثلاثين بيتاً تنتهي كل أبياتها بكلمة "الخال" بمعان مختلفة , منها : 


أمن خدها الوردي أفتنك الخال 
فسح من الأجفان دمعك الخـال 

الومض برق من محيا جمالها 
لعينيك أم من ثغرها الومض الخال 

رعى الله ذياك القوام وإن يكن 
تلاعب في أعطافه التيه والخـال 

مهـاة بأمي أفتديها ووالــدي 
وإن لام عمي الطيب الأصل والخـال 

ومعاني كلمة "الخال" في هذه الأبيات كما يلي : 

الشامه في الوجه /السحاب الممطر/البرق/ الغرور أو التكبر/ أخو الأم. 

وكمثال آخر, فقد أورد القرآن الكريم كلمة " الاختلاف " للدلالة على التنوع أو الاضطراب : 

تأتي كلمة الاختلاف للدلالة على " التنوع" أي التباين في قوله تعالى : 

" ومن آياته خَلْقُ السماواتِ والأرض ِ واختلافُ ألسنتكم وألوانكم" : 21 سورة الروم 

" ومن الجبال جُدََدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌٌ مختلفٌ ألوانُها" : سورة فاطر،الآية: 27) 

أما مجيء " الاختلاف" بمعنى الاضطراب فنجده في التعبير القرآني : 

" ولو كان من عندِ غيرِ الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراًً" : سورة النساء، الآية 82 . 

لقد ألف محمد نورالدين المنجد ثلاثة كتب هي : " الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم بين النظرية و التطبيق " حيث أبان في استقلالية كل لفظ في دلالته اللغوية, وكتاب " الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق " حيث تناول فيه دراسة هذه الظاهرة وبين كنه الفظ القرآني, و " التضاد في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق ", حيث بحث فيها ظاهرة ألفاظ التضاد القرآنية. 

إن ظاهرة الترادف كانت مثار جدل وخلاف بين علماء اللغة , ‏ ‏‏لقد ألف الزجاج كتابا ذكر فيه الترادف وكتابا ذكر فيه اشتقاق الأسماء ‏,‏ وألف أبو هلال العسكري كتابا آخر منع فيه الترادف وسماه ‏"‏ الفروق ‏". يقول الجويني في ‏"‏ الينابيع ‏"‏ ‏‏:‏ " أكثر ما يظن أنه من المترادف ليس كذلك ‏,‏ بل اللفظان موضوعان لمعنيين مختلفين ‏,‏ لكن وجه الخلاف خفي" ‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق