الخميس، 1 نوفمبر 2012

هل نعتبرها التجربة العربية اليتيمة؟


هل نعتبرها التجربة العربية اليتيمة؟

لا زالت اللغة العربية تعيش غربة بين أبنائها, في زمن باتت اللغات الأجنبية لغة العلم فيه.

لقد وُضعت اللغة العربية أمام تحد كبير فيما يتعلق بمدى قابليتها لأن تكون لغة للعلم في العصر الحديث , فما هو هذا التحدي؟ وهل أثبتت اللغة العربية مقدجرتها إزاء ذلك التحدي؟

في عام1919م تم افتتاح المدرسة الطبية العربية في في دمشق التي سعت إلى اعتماد اللغة العربية لتكون لغة تدريس علوم الطب, التي تمثل قمة العلوم التي عرفتها البشرية من حيث تشعبها وضخامة الكم العلمي والمعرفي فيها, وقام المخلصون بتهيئة الأرضية المناسبة التي تساعد على إنجاح عمل كهذا من ناحية تأليف الكتب بالعربية وإعداد المعاجم التي تسهل على الدارسين اختيار المصطلح العلمي العربي, وجاء " معجم العلوم الطبية" للدكتور أحمد حمدي الخياط ثمرة لتلك الجهود حيث صدر الجزء الأول عام 1974م بإشراف وزارة التعليم العالي السورية.

وقام الغيورون على اللغة بشحذ همم طلبة الطب لترجمة مراجع الطب, حيث يشارك أكثر من طالب في ترجمة كتاب ما.

وهناك كم هائل من تلك الكتب التي أتيح لي الاطلاع على بعضها, والتي يسعى المخلصون من أبناء سوريا لأن تكون مواكبة لحركة التطور الذي يمر به الطب, حيث أن الطب علم متجدد.

وأثبتت اللغة العربية مقدرتها على أن تكون لغة العلم بالرغم قوة ما يواجهها من تحديات, وهاهم وراد الطب في سوريا وقد أثروا المكتبة العربية بما قدموه من كتب طب عربية والتي تشمل الكتب التي ألفا أساتذة كلية الطب, وتلك التي قاموا بترجمتها.

على أن بقية الدول العربية لم تستفد من تلك التجربة, وظل تدريس الطب باللغة العربية في سوريا تجربة عربية يتيمة.

وإذا علمنا أن دول العالم من حولنا تدرس العلوم بلغتها القومية, فالروسية هي اللغة المعتمدة في روسيا, وليست الإنجليزية, والفرنسية في فرنسا, والألمانية في ألمانيا, والإسبانية في إسبانيا... الخ, فهل اللغة العربية أعجز من تلك اللغات على استيعاب تلك العلوم؟ أم أن انتماء أولئك للغتهم أقوى من انتمائنا للغة القرآن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق