الخميس، 1 نوفمبر 2012

مَـعَـكم أم مَـعْـكم؟

خالف أبو حيان الزجاج وسيبويه حول موارد تسكين عين ( مع ).

أشار الزجاج إلى أن حركة ( مع ) هي الفتح دائما, ولكنه يجوز للشاعر تسكين العين اضطرارا.

قال الزجاج :

" والقراءة المجمع عليها فتح العين, وقد يجوز في الاضطرار إسكان العين, ولا يجوز أن يقرأ بها, ويجوز إنا مَعْكم للشاعر إذا اضطر." (1)

و استشهد بهذا البيت 


فريشي منكم وهواي مَعْكُم 

وإن كانت زيارتكم لماما (2)

حيث جاءت عين ( مع ) ساكنة.


وقال سيبويه :

" وسألت الخليل عن معكم ومع، لأيِّ شيء نصبتها؟ فقال: لأنَّها استعملت غير مضافة أسماً كجميع، ووقعت نكرة، وذلك قولك: جاءا معاً وذهبا معاً وقد ذهب معه، ومن معه، صارت ظرفاً، فجعلوها بمنزلة: أمام وقداَّم. قال الشاعر فجعلها كـ ( هـَلْ ) حين اضطرّ، وهو الراعي:

وريشي منكم وهواي معْكم ... وإن كانت زيارتكم لماما (3)


وقد خالف أبو حيان رأي الزجاج وسيبويه حول تسكين عين مع , وتحديده في الضرورة الشعرية, وقال بأن تسكين العين ليس مقصورا على الشعراء في حال الاضطرار, حيث قال :

" ... وليس التسكين مخصوصاً بالشعر ، كما زعم بعضهم ، بل ذلك لغة لبعض العرب .. " (4)




فائدة :



في بعض مناطق الأحساء أناس يسكنون عين مع, فيقولون : نحن معْكم, وفي ما ذهب إليه أبو حيان الأندلسي ما يبرر قول هؤلاء, حيث أنها لغة لدى بعض العرب.



---

هوامش :

(1) تهذيب معاني القرآن 1/47
(2) قيل أن هذا البيت البيت للشاعر النميري, عبيد بن حصين من بني نمير, وقيل لجرير, وهو مذكور في ديوان جرير ص 225, وديوان الراعي في ملحق ديوانه ص 331.
(3) الكتاب - تحقيق د. أميل بديع 3/318
(4) البحر المحيط 3/56

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق