يمثل التصغير جزءا مهما من نسيج اللغة العربية.

لم يأت التصغير جزافا, فللتصغير دلالته المعنوية, حيث أنه يوحي بمعنى خاص.


فعندما نقول : هذا جبيل, فإن كلمة ( جبيل ) تفيد الوصف, أي تصف الجبل بأنه صغير.

و إلى ذلك أشار كبار علماء اللغة.

قال ابن يعيش في المفصل:

" اعلم أن التصغير والتحقير واحد ، وهو خلاف التكبير والتعظيم ، وتصغير الإسم دليل على صغر مسماه ، فهو حلية وصفة للإسم ؛ لأنك تريد بقولك : رجيل : رجلاً صغيراً ، وإنما اختصرت بحذف الصفة وجعلت تصغير الإسم والزيادة عليه علماً على ذلك المعنى. "

وقد أجاب ابن يعيش عن إشكال أثير حول التصغير, و الإشكال يتلخص في أن زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى, وحيث أن التصغير يدل على تغيير المكبر عن حاله, فكان المناسب أن يكون التغيير بالنقص وليس بالزيادة , حيث أن النقص يناسب التصغير.

وقد أجاب ابن يعيش - في المفصل - على هذا الإشكال بثلاثة تفسيرات :

الأول : " إنّ التصغير لما كان صفة وحلية للمصغر بالصغر ، والصفة إنما هي لفظ زائد عن الموصوف جعل التصغير الذي هو خلف عنه بزيادة ، ولم يجعل بنقص ليناسب حال الصفة "

الثاني : أنهم لما أرادوا الدلالة على معنى التصغير والإيذان بذلك؛ جعلوا العلامة بزيادة لفظ, لأن قوة اللفظ تؤذن بقوة المعنى.

الثالث : أن أكثر الأسماء ثلاثية, فلو كان التصغير بنقص؛ لخرج الاسم عن منهاج الأسماء, ونقص عن البناء المعتدل.